تلقيت دعوة كريمة من المخرج الكبير المبدع عادل حسان مدير المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية الذي نجح مبكراً في ضخ الدماء في شرايين المركز. الدعوة جاءت للمشاركة في الاحتفالات باليوم العالمي للرقص الشعبي، خاصة وأن مصر لها تاريخ متنوع ومضيء في تأصيل الفن الشعبي وتدريسه أكاديميا، كما أننا نملك أعرق فرقتين للرقص هما القومية ورضا بنجومهما وتاريخهما العريق، وبالمناسبة فإن الأديب الكبير يحيي حقي له كتاب مهم يحكي فيه جانباً مضيئا للفرقة القومية. ومما اعتز به أنني كنت قريب الصلة من الفرقتين وصاحبتهما في بعض رحلاتهما خارج مصر، ولمست مدى ما يتمتعون به من شعبية جارفة، ولم تنقطع متابعتي لهما من جيل الرواد محمود وعلي رضا والفريدة فهمي و ايهاب حسن ومحمد خليل وعماد سعيد والراحل الصديق النجم محمد رءوف وحتى المدير الحالي الشاب دكتور محمد فرماوي.
كما اعتز بنشر جانب من مذكرات العملاق محمود رضا إبن حي السيدة زينب، الذي بهر العالم ملوكا ورؤساء. ولم يتوقف مع ضم الفرقة للدولة المصرية، بل استمر تعاونه، وكانت فريدة فهمي تمد الفرقة بتصميمات الملابس، ولكن هذا لم يمنع غضبها من إسناد الأمر لغير أهله في بعض شؤون الفرقة، حتى أنها اطلعتني على لوجو الفرقة، وأقل ما يقال عنه أنه عقيم الابداع، في حين وضع الفنان الكبير محمود رضا يده على سر تميز الفرقة، وهو جمعه لتراث المحافظات المصرية شمالاً وجنوبا، شرقا وغرباً، كما أنه صاحب أول برنامج للفرقة، في حين تولى شقيقه الفنان الكبير علي رضا مسؤولية توثيق تراث الفرقة سينمائياً، ولولاه لضاع تاريخ الفرقة ونجومها.
كل عام وفرق مصر في المحافظات المختلفة بخير وعافية.
----------------------------
بقلم: طاهر البهي
